لماذا نتصدق؟
لماذا نتصدق؟
تكفير الخطايا والذنوب
من رحمة الله تعالى بعباده أنا جعل لهم أبواباً عديدة للتوبة، والعدول عن الخطأ، وإصلاح ما فَسُد من أعمالهم وما ضَعُف من أخلاقهم.
فكانت الصدقة أحد أكبر هذه الأبواب. إذ جعل الله سبحانه، لها أنواعاً عديدة، يَقدر على أدائها أضعف خلقه وأفقرهم حالاً، لِكيلا يكون للناس حجة ألَّا يعودوا عما عملوا من سوء ويصلحوا أحوالهم مع الله.
فجاء من أنواع الصدقة؛ الكلمة الطيبة، وإدخال السرور على قلب الأخ المسلم، والتَّبسُّم في وجه إخوتنا المسلمين، وبذل الجهد والوقت لقضاء حاجة أخ مسلم، وإطعام الطعام وإماطة الأذى عن الطريق، والتَّصدق بالمال، وبما نُحبُّ من الأشياء التي نملك، لمن هم في حاجتها، تصدُّقاً خالصاً لمرضاة الله.
لذا تُعدُّ الصدقة بكل أنواعها باباً كبيراً من الرحمة والمحبة الخالصة من الله لعباده، أن يُكفِّروا عن ذنوبهم ويتقرَّبوا له سبحانه ليطلبوا منه العفو والغفران، وينالوا برحمته الثواب والرضى والخير كله.
للصدقة عدد كبير من الفوائد التي تقربنا من الله سبحانه وتعالى، ومنها تكفير الخطايا والذنوب. قال رسول الله ﷺ(إن الصدقة لتطفئ على أهلها حر القبور، وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته)
فالصدقة تزيد العمر والمال، وتكون سبباً في رزق صاحبها.
الصدقة تساعد المسلم على الدخول إلى الجنة
الصدقة هي أحد أسباب الدخول للجنة والاِبتعاد عن النار، لأن الله تعالى جعل من أبواب الجنة باباً مُخصَّصاً للمتصدقين والمتصدقات، يُسمَّى باب الصدقة.
وتأتي الصدقة ظِلاً لصاحبها يوم القيامة، وقد قال في ذلك الرسول ﷺ إنّ المسلم في ظلّ صدقته حتّى يقضى الله بين النّاس.
وعد الله تعالى المتصدقين والمتصدقات بمغفرة ورحمة من الله كما ورد في الآية الكريمة: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)
تزكية النفس
ليست الزكاة تطهيراً وتزكية لنفس الغني فحسب، وإنما هي تطهير لنفس الفقير إذا أُدِّيَت بشروطها وآدابها، فكما أن الغني يتطهَّر من آفة الشُّح والبُخل، فإن الفقير يتطهَّر من آفة الحسد والضغينة على الأغنياء.
الإنسان الذي يُنفق ويتصدّق ويُعطي من ماله ويُجاهد بماله، يتطهّر ويتزكّى من خلال الإنفاق بالصدقة، فقال الله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا).
والإسلام يحرص كثيراً في عبادته وأحكامه على تقوية روابط الأخوة وتعميق صلات المحبة بين المسلمين، حتى يكون المجتمع كالجسد الواحد إذا اِشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
الوقاية من مصارع السوء
قال رسول الله ﷺ (صَنائعُ المعروفِ تَقِي مَصارعَ السُّوءِ، وصدَقةُ السِّرِّ تُطفئُ غضبَ الرَّبِّ، وصِلةُ الرَّحِمِ تَزيدُ في العُمُرِ)، فالصدقة هي من صنائع المعروف
والصدقة تدفع البلاء عن صاحبهاـ وتنجيه من البلاء والكرب، وتطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف.
زيادة البركة
الصدقة تضاعف المال وتزيد من بركة مال صاحبها، أمرنا بها رسول الله ﷺ وقال: (ما نقص مال من صدقة)، حتى نتصدق بقلب مطمئن.
كما أن الإنفاق في سبيل الله تعالى ليس فقط لا ينقص المال بل إنَّه يُضاعف الرزق أيضا، قال الله تعالى (مَثَلُ الذين يُنفقون أموالَهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبعَ سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم)